الأربعاء، 7 يوليو 2010

الانتفاض من أجل الأقصى.. ضرورة حتمي

مقدمة



لاحت نذر الخطر المحدقة ب الأقصى منذ أمد بعيد يربو على الأربعين عاما وكلما تقاعس أبناء الأمة عن التصدي لهذا الخطر كلما زاد العدو الصهيوني من كثافة أعمال تهويد المدينة المقدسة ولعله من المناسب أن نقدم بين يدي حديثنا نبذة سريعة عن بعض هذه الأخطار ليقف القارئ الكريم على حجم هذه المأساة الحقيقي ..

أولا يجب أن نعرف أن المقصود ب المسجد الأقصي هو المساحة المستورة الواقعة داخل أسوار القدس في زاويتها الشرقية الجنوبية، فسوره الشرقي متحد مع سور القدس.. والجنوبي أكثر من نصفه من الجهة الشرقية متحد كذلك، والباقي من الجهة الجنوبية الغربية والغربية بكاملها والشمالية بكاملها فهو سور خاص داخل المدينة المسوّرة..و شكل المسجد مضلّع، ذو أضلاع أربعة غير منتظمة (صورة لحدوده موجودة بلمف الصور)..

وهذا يعني أن المسجد ليس هو البنية فقط ولكنه كل تلك المساحة التي يجب صيانتها ومعرفة محاولات اليهود لتزوير الحقائق حولها ..

إن هذه المساحة حفظها الله تعالى فلم يُنتقص منها أبدا في أي عصر من العصور وقد رسخ الأيوبيون و المماليك تحديدا هذه الحدود فأقاموا حولها الأسوار.. التي توارثتها الأجيال فيما بعد من أجل ذلك يقوم الإحتلال الصهيوني مذ وطئت أقدامه فلسطين بمحاولات العبث والقضم من هذه المساحة في إطار خطة عمل لجمعيات ومنظمات صهيونية متعددة وهي إن اختلفت أسماؤها فإنّ َأهدافها واحدة وهي تغييرمعالم المسجد وصولاً إلى هدمه..

أبرز جرائم الصهاينة

وقد قام الصهياينة جراء ذلك بالعديد من الإعتداءات المسلسلة التي تدل على خطط متوالية نعرض لأبرزها تاريخيا:

بدأت عام 1948 بإغارةالمستوطنين اليهود على الحرم القدسي، وإسقاط حوالي ستين قنبلة بالطائرات على أرض الحرم ، أصابت إحداها مسجد قبة الصخرة، وأخرى أصابت المسجد الأقصي..

وفي عام 1967 رفعت قوات الاحتلال الصهيوني علم الاحتلال فوق قبة الصخرة المشرفة، وصودر وقتها حائط البراق ..

في عام 1969 قام صهيوني أسترالي بحرق منبر صلاح الدين..

وفي عام 1980 تم العثور على مخزن للمتفجرات بالقرب من المسجدالأقصي كان قد أعده الحاخام مائير كاهانا، وفيه أكثر من طن من مادة تي. أن. تي بهدف نسف المسجد الشريف ..

وفي عام 1990 نفذ جيش الاحتلال مجزرة في داخل الحرم القدسي الشريف أسفرت عن استشهاد 20 فلسطينياً، وجرح 115 آخرين .

وفي عام : 1996 أقام اليهود نفقاً تحت السور الغربي للمسجد الأقصي ..

وفي عام 2000: قام أرييل شارون بتدنيس المسجد الأقصي من خلال دخوله إلى ساحة الحرم برفقة الشرطة الصهيونية، مما أدى إلى اندلاع ما يُعرف بانتفاضة الأقصي..

ثم حدث تحول خطير في 2006 حيث أعلنت بلدية القدس أن ساحات المسجد الأقصي هي ساحات عامة وذلك في بداية لكسر خصوصية حدوده ..

وفي عام 2008 أعلنت جمعية "إيش هاتوراة" عن افتتاح متحف للتاريخ اليهودي في الحي اليهودي قبالة حائط البراق، يضمّ أكبر مجسّم متحرّك للهيكل في العالم..

وعلى جانب آخر واصلت السلطات الصهيونية حفرياتها تحت المسجد الأقصي منذ عام 1967، وعلى نسق متسارع مخطَّط له .. وما هذا كله إلا عملية سطو صريحة وسرقة للآثار التاريخية في مدينة القدس، وبتخطيط مسبق بهدف الوصول إلى أساسات الحرم القدسي الشريف..

و فيما يخص مدينة القدس عموما فإن أكبر خطر يتهددها هوما يسمى بالاستيطان في المدينة إذ أن الهدف النهائيّ هو جعل القدس عاصمةً يهوديّة تقطنها غالبيةٌ ساحقة من اليهود مع أقليّة فلسطينيّة معزولة يُمكن السيطرة عليها.. وقد قام الاحتلال في إطار ذلك المخطط بالاستيلاء على الأحياء الكبيرة التي لم يستطع التخلص منها بالجدارالعازل لكونها في قلب المدينة ..

وكان آخر هذه الأعمال العدوانية ماتم في مارس الماضي من التصديق على بناء ألف وستمائة وحدة سكنية استيطانية(مغتصبة) في القدس والضفة الغربية..


2011 عام حاسم

بعد هذا العرض السابق يظهر للجميع أن الخطر الذي يهدد المسجد الأقصي أصبح في تزايد زمني وبلغ مدى أكبر من ذي قبل حين أعلنت جماعات يهودية أن العام القادم لن يحل على الأمة بوجود المسجد الأقصي حيث سيستبدل بالهيكل.. تزامن هذا مع افتتاح ما يسمى بكنيس الخراب والذي يعد من أهم أهداف إقامته محاولة إخفاء معالم المسجد الأقصي المبارك خاصة منظر قبة الصخرة ، بصفته المعلم الأوضح والأبرز في القدس حيث تم بناء الكنيس مقببا عاليا وكبيرا ، ونُشرت له صور تبين أنه المعلم الأبرز في المدينة ليختفي بذلك مشهد الأقصي مرحليا تمهيدا لما يخططون له من إقامة ما يسمّى بالهيكل الثالث المزعوم..


موقف الإدارت الأمريكية المتكرر

إن المتابع لخطوات الإدارات الأمريكية المتعاقبة يلمس بوضوح خطورة ما يحدث بالقدس الآن..فقد عبرت كثير من هذه الإدارات عبر السنوات الماضية عن اعترافها واعتبارها للقدس عاصمة أبدية لليهود ..ومن كان خطابه أقل مباشرة في هذه الإدارات السابقة .

وهو التيار الثاني الأمريكي قال :إن أمر القدس متروك للمفاوضات بشرط مراعاة ما سماه المنسق الأميركي السابق لعملية التسوية دينس روس "الوقائع الجديدة والتغييرات الجغرافية والعمرانية التي قامت بها الحكومات الإسرائيلية المتتالية "..والهدف من ذلك التصريح أن يكون الأمر الواقع إقرار الإستيطان ليكون اليهود هم الغالبية وذلك تمهيدا لأن تكون لهم السيطرة على المدينة و لأعطاء المبرر لليهود أمام الرأي العام الدولي وليُمرر هذا التوجه بقرارات دولية لا تكون محل خلاف بعد هذه التغيرات والاحتلال لأراضي مدينة القدس وإخراج أهلها منها..فأمريكا إذن هي الجسر الذي يعبر عليه هذا القرار كما يخططون ..


حماس الأمل والدعوة الصحيحة

لم تغب عن بال المجاهدين هذه الخطوات الصهيونية المدعومة أمريكيا والتي تتواصل بهدف تهويد مدينة القدس بحيث أصبح لا يخلو مكان في المدينة المحتلة من آثار تهويدٍ واضحةٍ، مع السير تحت الأرض بخط متوازٍ من الحفريات الصهيونية التي تتكشف يومًا بعد يوم .

فقد دعت حماس جراء شعورها بالخطورة ومن خلال مشير المصري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى انتفاضة مليونية ..وقال مشير المصري خلال المهرجان الخطابي الكبير الذي نظمته الحركة: "نطالب الدول العربية بانتفاضة مليونية تخرج من العواصم العربية والإسلامية من أجل نصرة القدس والمسجد الأقصي المبارك الذي يتعرض للتهويد".وأضاف: "نوجه رسالة إلى سلطة فتح، سلطة دايتون - عباس، نطالبكم بإفلات يد المقاومة،وتبييض السجون من رجالها من أجل الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني، كما نطالبكم بالسماح للفلسطينيين أن يخرجوا من كافة مدن الضفة الغربية وقراها دفاعًا عن المقدسات وعن المسجد الأقصي المبارك.

رد الفعل المطلوب من الشعوب الإسلامية

الإمام البنا في مظاهرات شعبية ضد قرار تقسيم فلسطين أمام قصر عابدين

لقد كانت الشعوب الإسلامية على مستوى المسؤلية خلال الفترة القريبة الماضية بعدما اجتاح الغضب معظم العواصم والمدن العربية والإسلامية ..ولا شكّ أن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن انتفاضة شعبية تتحرك في وجدان ومشاعر الشعوب دفاعا عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولاشك أن توليد هذا الأمر بالحراك المجتمعي مع التركيز الإعلامي أمر في غاية الأهمية فاليهود يقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، و يقومون من خلال ذلك بتوقُّع ردِّ فعل المسلمين إن هُدِم الأقصى بالفعل لاقدر الله تعالى ..ولو شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة ستتغير مخطاطتهم ، وإن رأوا أن ردَّ الفعل لم يكن كبيرا فإنهم سيسارعون بالعمل على هدمه .

والصهاينة يدركون أن الأقصي لدى المسلمين.. يمثل الراية والتي تُعْطَى للأبطال في الجيوش ، لذلك يعمدون لهدمه للقضاء على كل الجيش بعده ، ولذلك فإن المسلمين جميعًا مطالبون بإظهار ردِّ فعل قوي وكبير؛ حتى يرهب اليهود ..

إن مايستطيعه المسلمون كثير ومتعدد فهناك وسائل كثيرة لدحر الانتهاكات الصهيونية المتواصلة لحرمة المسجد الأقصي المبارك .. فلا عذر لأحد يصمت عما يحدث في مقدسات المسلمين، وعلى الأفراد أن يتحركوا وكذا النقابات والجمعيات وكل التجمعات ..

فليجاهد المستطيع بماله وليوصله الى إخوانه و بقلمه فيكتب دفاعاً عنهم، وليكن (الإنترنت) ساحة قتال فسلاح الإعلام اليوم فتاك بعد أن خلت الصفحات الأولى بالصحف الرسيمة من ذكر الأقصي في صورة من صور الانهزام..ولايجب الغفلة عن سلاح الدعاء يقول ربنا جل جلاله(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).


خاتمة المطالب

أردنا من هذا التحليل بيان أن أعظم خطر قد بات يهدد الإسلام اليوم ، هو ابتلاع القدس ، وتهويدها وأن توجيه الجهود لهذه القضية وتوحدها من أوجب الواجبات لتجييش الأمة للدفاع عن القدس ، لاسيما بعد هذا النشاط المتسارع في السيطرة على القدس بالمستوطنات وطرد عشرات العائلات الفلسطينية في إطار تهويد المدينة ..إنَّ هذا الزحف الإستيطاني المسعور ، لايقل خطورة عن مجازر الصهاينة في غزة بل لعله أشد وأنكى .. ولذا فالإعداد له من الأهمية بمكان و لن تعود القدس ولا الأقصي إلا على أسنة الرماح يقول مولانا سبحانه وتعالى :

(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)

وإن من الجهود التي يجب التركيز عليها تربية جيل النصر المنشود على العقيدة التي علمناها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتمسك بها أصحابه.. وبث روح الجهاد بين الناس ..


وصدق سيد قطب إذ يقول : (إن النصر لايأتى لإمة منهزمة داخلياً ربت أبناءها على تعظيم من لعنهم الله وسخط عليهم فينظرون للغرب نظرة العظمة والقوة)..

كما يجب الإشارة هنا إلى سبب من أهم أسباب تسارع الخطوات الصهيونية يتحمل وزره السائرون في طريق الاستسلام إذ ان من اكبر الكوارث التي أدت لها تلك المعاهدات الاستسلامية.. وصول الأمر بالخونة إلى التنسيق الأمني مع الصهاينة، بهدف إجهاض قدرة المقاومة على مواجهة مخططات الصهاينة ..ولذلك نرى كثيرا من رموز المقاومة في الضفة بسجون سلطة عباس الخائنة ، وما ذلك إلاَّ لحماية مشروع الإستيطان الصهيوني !

إن الحل الكبير والنهائي لهذا الوضع لا يتأتي إلا بإطلاق مشروع أمـّة مقاوم مضاد ، ينطلق من فكِّ الحصار عن غزة ، مرورا بدعم شامل لخطِّ المقاومة ، وإنهاء مهازل معاهدات الخيانة ، وانتهاءا بإنتفاضة كبرى لأبناء هذه الأمة و الله تعالى نسأل أن ينصر إخواننا المجاهدين ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.. وأن ييسر لنا نصرتهم...

الثلاثاء، 1 يوليو 2008

نحو وحدة سنية كبرى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد اشرف المرسلين وخاتم النبيين الذى دعا الى مكارم الاخلاق والى التعاون على البر والتقوى
والذى قال ناصحا لامته بابى هو وامى وروحى :
(لاتباغضوا ولا تحاسدوا ولاتدابروا ولاتقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا) متفق عليه
اما بعد ايهاالاحباب,
فان الوضع الحالى لاهل السنة ليستدعى منا جميعا المسارعة
لجمع الصفوف وتوحيد الكلمة ونبذ الفرقة
فانه يعدو نحونا نمر ووذئب
اماالنمر فهو امريكا التى تحاول الان السيطرة على العالم كله ويتهددها
المشروع الاسلامى(المتمثل فى خطوطه جميعا سواء المجموعات الدعوية التى تجمع الانصار وتربى الشباب
أوالجهادية التى تزلزل عروش الامريكان وتدحرهم فى كل مكان وكل ذلك ينذرها
بتحطيم الامبراطورية
الامريكية التى تحلم بها)تلك الامبراطورية
التى ترتكزعندها على ثلاثة عناصر:
1- السيطرة الكاملة على العالم
2 - السيطرة على مصادر الطاقة(احتلال العراق والقواعد العسكرية فىالخليج)
3- غطاء اخلاقى وسياسي مزعوم(الارهاب -الديموقراطية)
تتسربل به زاعمة انه مقصدها وغايتها
وهى تحاول السيطرة بكل وسيلة وتستخدم القوى كافة لتحقق كامل اهدافها
والقوة التى تتبناها فى المجمل لاتخرج عن نوعين اساسيين :
1-قوة صلبة(العسكرية والاقتصادية والسياسية)
2-قوة ناعمة(الفن والثقافة والاعلام"الحرة- العربية- وغيرها )
واما الذئب فهو (الروافض) (الفرس) (ايران)وهو لا اخلاق له ولاامان يتحالف حتى مع النمر من اجل الوصول لغرضه
الذى ان وصل له يكون اشد فتكا لفريسته من النمر نفسه
وبينهما سباق للوصول الينا وحال المسلمين كما هو معلوم وواضح بين احد رجلين
احدهما يراهما من بعيد والاخر مشغول بنفسه ولايرى ما يدور خلف ظهره
فهل نكون نحن المتيقنون من خطرهما فريسة سهلة لهم بذلك التفرق الموهن المضعف
ام نستجمع عزماتنا
وتتكاتف الايدى على منهج صحيح للذود عن حياض الدين
اننا ايها الاحباب نحتاج ان نقول هنا اولا وفى كل مكان بعد ذلك كفانا فرقة ....كفانا فرقة
وقد يثور سؤال لسائل وحق له ان يسأ ل كيف يكون التوحد وماهو الطريق الى ذلك؟
وكيف نبدأ؟ومنهم قادته؟والجواب لهذا السائل وفقه الله هو ان الطريق سهل ميسور باذن الله
محوره الاخ نفسه الذى يحمل هذا الهم ولايفرط فيه فى اى حركة او كلمة وفى كل ميدان نعم اخوتى
فلنجعل من هذا الموضوع
نبراسا للاخوة بيننا ولنجعله بداية الطريق الجماهيرى لكل واحد منا فى العمل على تحقيق الوحدة المنشودة
واما قادة الوحدة فلا مرية
انهم اهل العلم و مع ذلك فلاشك فى انه لكل منا دور فى تحريك عجلة السير
نحو هذه الوحدة الغالية سواء مع بعضنا البعض او مع العلماء فالواجب اخوتى ان نكون جميعا كالبنيان يشد بعضه بعضا
وأوكد مرة اخرى انه علينا دوما ان نحافظ على جذوة
الامل متقدة والايتسرب لنا اليأس بما يحدث من نزاع هنا وهناك وذلك بسعى كل منا فى ميدانه
بالعمل على تدعيم هذه الوحدة المنشودة حتى
تقترب الاحلام من التنفيذ العملى فكثير من احلام الامس هى حقائق اليوم والله المستعان......
واشير ختاما فى مداخلتى هذه الى ان العلماء الذين هم قادة الوحدة موجودون والاختلاف بينهم فى فروع الفهم لايضر بالطبع اى -اذا كان اختلاف تنوع-
ولكن دور شباب الصحوة كبير فى الالتفاف حول العلماء ودعمهم ونشر الوعى
باهمية الاتحاد بين جماهير الصحوة المباركة بعدما اصبح يخيم جو من العداء والاقصاء واحتكار الحق بين بعض الاخوة وهذا ماأحسبه دورا هاما لنا فى هذا الموقع تحت شعار(كتبية الوحدة)
لنحمله فى كل مكان(فى البيت ومع الجيران وفى ..وفى..)
لتصبح ثقافة وخلقا عاما فنحن مكلفون بالوسع وبذل المستطاع
ومأمورون بالا نحقر من المعروف شيئا والله يسدد السعى ويوفقنا لما يحب ويرضى
....
وأخيرا أقول
هلا مددتم اخوتى الى ايديكم لنعمل سويا على تحقيق تلك الوحدة المنشودة
وذلك الامل المرغوب القريب (ان شاء الله)بحمل هذة الفكرة
وذلك الهم فى كل مكان...
ذلك الظن بكم ..والله الموفق

السبت، 21 يونيو 2008

(قصة) مواطن مصري

مع بزوغ شمس يوم جديد
و في إحدى الحارات
التي تملأ عاصمة الكنانة
يخرج مطحونا ذاك الجسد النحيف
موشكا على السقوط
ليبدأ رحلة المتاعب والهوان
..
يستفتحها بمعركة الخبز
المدعوم المعدوم
في محاولة للحصول على المعلوم
خمسة أرغفة
يدركها هذا الملكوم المكلوم
حين يصل إلى نافذة الفرن المتهالك
في نهاية صف متشابك
رواده بين ناج من القتال وهالك..
بعدها يعود مسرعا مزكوما
برائحة مجاري الحارة
التي استعصى علاجها على كل وزارة
حتى أصبحت عليها علامة وأمارة
ليفطر المسكين مع أولاده
لقمة في فيه
وأخريات لأكباده
ويعاود النزول
سعيا إلى العمل
ويائسا يحاول في موعده الوصول
لكن لا أمل
فالطريق قد ملأه البشر
وسدته الشاهقات من السيارات
وزحمته الباصات والفاره من العربات
أما رجل المرور فهو عن كل ذلك مشغول
في تعقب الكادحين
لجني محصول اليوم من السائقين
وأخيرا يصل المسكين
ليجد رئيسه قد كلفه جل المهمات وأحال عليه
عوالي الملفات..
ولأنه تأخر يبلع لسانه
ويبدأ في تنفيذ المهام
وعينه ترقب المدير وهو ينام
ولسانه يحتسب على من
أحال عليه عمله وهو الآن وسنان
ثم يعود للنزول..
ويمر بما مر به في الصباح
ليصل منزله بعد مداومةعلى الركوب وإلحاح
وقد أتى ظلام الليل ولاح
ثم يجلس مع أولاده قليلا
وبعد أن يصلي العشاء في جماعة
يغلب النوم عينيه فينام
ولكن إلى ثلث الليل الأخير
عندئذ يقوم ليغسل قلبه من الهموم والأكدار
ويَصُفَ أقدامه قانتا لمولاه الغفار

ثم يتبع ذلك بالاستغفار
ليجد حلاوة تنسيه كل تعب
ولذة لو علمها الملوك لجالدوه عليها
حينها يقول
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
ويصلى الوتر ويتلو فيه دعاءه بخشوع :
اللهم اهدنا فيمن هديت
وعافنا فيمن عافيت
وتولنا فيمن توليت
وبارك لنا فيما أعطيت
وقنا واصرف عنا برحمتك شر ما قضيت
فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك
إنه لا يذل من واليت
ولا يعزمن عاديت تباركت ربنا وتعاليت
لك الحمد على ما قضيت،
ولك الشكر على ما أعطيت،
نستغفرك اللهم من جميع الذنوب ونتوب إليك

الأربعاء، 4 يونيو 2008

قصة قصيرة( مسهل أين ذهب؟!)


أين الأخ مسهل يا إخواني؟!!
طرح هذا السؤال فجأة شيخنا أبوعبد الله
فاعتلى السكون الجميع هنيهة من الزمن
ثم قال أبو عبد الرحمن ..هو موجود شيخنا ..موجود
فاردف الشيخ قائلا :قد كان أخونا هذا حمامة المسجد
عظيم الهمة..متوقد الذهن
حاضر البديهة
في مجالس الذكر..
وأراه غائبا عنا منذ فترة !!
لعله غير مسكنه؟؟
قلنا لا شيخنا.. لم يفعل
,قال لعله يصلي في مسجد آخر؟؟
قلنا لا شيخنا.. لم يحدث,
هل هو مريض ؟؟
قلنا لاشيخنا ..الحمد لله هو بصحة وعافية
قال الشيخ :إذن ما الذي يمنعه عنا ؟
أخذ طرف الحديث أبو البراء
قائلا:شيخنا الحبيب
تعلم أن مسهل رغم
همته العالية وحسن عبادته
والتزامه حلق العلم وسبله
كان يرى الترخص مسلكا
ويتتبع أي خلاف مُعتبرا ذلك يسهل الحياة
فسمع هداه الله الموسيقى بحجة أن هناك من قال بحلها
وكان يخالط النساء بل ويصافحهن ولايرى في ذلك حرجا
وظل هكذا من خطوة لأخرى
حتى تلقفه نافخوا الكير وأصحاب السوء
ثم.....
وهنا تلعثم أبو البراء وتحجرت الحروف في فمه
ثم انتزعها بعناء وقال:
والآن هو بعيد ..بعيد شيخنا
نسأل الله أن يرده سالما وأن يثبتنا على دينه
قال الشيخ والأسف يملأ محياه
والدمع قد حبسه جفناه
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
(الإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر،
وإن أفتاك الناس وأفتوك )
ثم ظل الشيخ يردد :
وإن أفتاك الناس وأفتوك ..
وإن أفتاك الناس وأفتوك

العدل طريق ومنهاج فوائد من درر ابن تيمية ذى الحجاج

العدل طريق ومنهاج فوائد من درر ابن تيمية ذى الحجاج
:الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على محمد عبده ونبيه المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بأثره اقتفى وبعد,
فإنه مما لاشك فيه ان ما نعانيه من تشرذم وفرقة له أسباب كثيرة ولعل من أهمها وقوع البغى بيننا وغياب العدل عن تعاملنا فى أحايين كثيرة حيث تتغلب حظوظ النفس فى محاولة للانتصار لها على حساب متابعة الحق..وقد أمرنا الله عزوجل بالعدل فقال سبحانه( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به ) النساء/58.
وقال عز من قائل:(اعدلوا هو أقرب للتقوى) المائدة/8كما حثنا الحبيب المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام على العدل فقال :( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين , الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) رواه مسلم/1827
.لذا أحببت أن أدل إخوانى الاعزاء على كنوز ثمينة وقفت عليها من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى هذا المعنى
00مع ملاحظة ان العناوين من إنشائى وبلون مميز حتى لا تختلط بكلامه رحمه الله00وأول هذه الكنوز هو:
1- أن التوحيد شهادة بالقسط قولا وعملا يقول رحمه الله
:فإن القائم بالقسط هو القائم بالعدل كما فى قوله (كونوا قوامين بالقسط)فالقيام بالقسط يكون فى القول و هو القول العدل و يكون في الفعل فإذا قيل شهد قائما بالقسط أي متكلما بالعدل مخبرا به آمرا به كان هذا تحقيقا لكون الشهادة شهادة عدل و قسط وهى أعدل من كل شهادة كما أن الشرك أظلم من كل ظلم و هذه الشهادة أعظم الشهادات وقد ذكروا في سبب نزول هذه الآية ما يوافق ذلك فذكر إبن السائب أن حبرين من أحبار الشام قدما على النبى صلى الله عليه و سلم فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبى الذي يخرج فى آخر الزمان فلما دخلا على النبى صلى الله عليه و سلم عرفاه بالصفة فقالا أنت محمد قال نعم قالا و أحمد قال نعم قالا نسألك عن شهادة فإن اخبرتنا بها آمنا بك فقال سلاني فقالا أخبرنا عن أعظم شهادة فى كتاب الله فنزلت هذه الآية ولفظ القيام بالقسط كما يتناول القول ينتاول العمل فيكون التقدير يشهد و هو قائل بالقسط عامل به لا بالظلم فإن هذه الشهادة تضمنت قولا و عملا فانها تضمنت أنه هو الذي يستحق العبادة و حده فيعبد و أن غيره لايستحق العبادة و أن الذين عبدوه وحده هم المفلحون السعداء و أن المشركين به في النار 00
2 -العدل هو الصراط المستقيم لمن أنعم الله عليهم :
ولهذا أمرنا الله سبحانه أن نسأله أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء و الصالحين و صراطهم هوالعدل و الميزان ليقوم الناس بالقسظ و الصراط المستقيم هوالعمل بطاعته و ترك معاصيه فالمعاصي كلها ظلم مناقض للعدل مخالف للقيام بالقسط و العدل والله سبحانه أعلم
3-العلم بالعدل قبل فعل العدل
فلا بد أن يقترن بعلمه(أى المؤمن) العمل الذي أصله محبته لما يحبه الله ورسوله وبغضه لما يبغضه الله ورسوله وما اجتمع فيه الحبيب والبغيض المأمور به والمنهي عنه أو الحلال والمحظور أعطي كل ذي حق حقه ليقوم الناس بالقسط فإن الله بذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل فالعلم بالعدل قبل فعل العدل فإذا علم وأحب كان من تمامه الجهاد عليه كما قال تعالي لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس والعلم
4-العدل حسب الاستطاعة والإمكان:
وكما هو معلوم فإن الحكم بما أنزل الله هو القسط والعدل، وأن ما عداه هو الجور والظلم والكفر ويقرر ابن تيمية معنى فى غاية الاهمية متعلق بهذا الامر فيقول:لكن اقول هنا اذا كان المتولي للسلطان العام او بعض فروعة كالامارة والولاية والقضاء ونحو ذلك اذا كان لا يمكنه اداء واجباته وترك محرماته ولكن يتعمد ذلك مالا يفعله غيره قصدا وقدرة جازت له الولاية وربما وجبت وذلك لان الولاية اذا كانت من الواجبات التى يجب تحصيل مصالحها من جهاد العدو وقسم الفىء واقامة الحدود وامن السبيل كان فعلها واجبا فاذا كان ذلك مستلزما لتولية بعض من لا يستحق واخذ بعضى مالا يحل واعطاء بعض من لا ينبغي ولا يمكنه ترك ذلك صار هذا من باب مالا يتم الواجب او المستحب الا به فيكون واجبا اومستحبااذا كانت مفسدته دون مصلحة ذلك الواجب او المستحب بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم ومن تولاها اقام الظلم حتى تولاها شخص قصدة بذلك تخفيف الظلم فيها ودفع أكثره باحتمال أيسره كان ذلك حسنا مع هذه النية وكان فعله لما يفعله من السيئة بنية دفع ما هو اشد منها جيدا وهذا باب يختلف باختلاف النيات والمقاصد فمن طلب منه ظالم قادر والزمه مالا فتوسط رجل بينهما ليدفع عن المظلوم كثرة الظلم واخذ منه واعطى الظالم مع اختياره ان لا يظلم ودفعه ذلك لو امكن كان محسنا ولو توسط اعانه للظالم كان مسيئا وانما الغالب فى هذه الاشياء فساد النية والعمل اما النية فبقصده السلطان والمال واما العمل فبفعل المحرمات وبترك الواجبات لا لاجل التعارض ولا لقصد الانفع والاصلح ثم الولايه وان كانت جائزة او مستحبة أو واجبة فقد يكون في حق الرجل المعين غيرها اوجب او احب فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوبا تارة واستحابا أخرى ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض لملك مصر بل ومسألته أن يجعله على خزائن الارض وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به) الآية وقال تعالى عنه (يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) الآية ومعلوم أنه مع كفرهم لابد أن يكون لهم عادة وسنة فى قبض الاموال وصرفها على حاشية الملك وأهل بيته وجنده ورعيته ولا تكون تلك جارية على سنة الأنبياء وعدلهم ولم يكون يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فان القوم لم يستجيبوا له لكن فعل الممكن من العدل والاحسان ونال بالسلطان من اكرام المؤمنين من أهل بيته مالم يكن يمكن أن يناله بدون ذلك وهذا كله داحل فى قوله (فاتقوا الله ما استطعتم)فاذا ازدحم واجبان لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما لم يكن الآخر فى هذه الحال واجبا ولم يكن تاركه لأجل فعل الأوكد تارك واجب فى الحقيقة وكذلك اذا اجمتع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما الا بفعل أدناهما لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرما فى الحقيقة وان سمى ذلك ترك واجب وسمى هذا فعل محرم باعتبار الاطلاق لم يضر ويقال في مثل هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو لضرورة أو لدفع ما هو أحرم وهذا كما يقال لمن نام عن صلاة أو نسيها إنه صلاها فى غير الوقت المطلق قضاء هذا وقد قال النبى من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها اذا ذكرها فان ذلك وقتها لاكفارة لها الا ذلك وهذا باب التعارض باب واسع جدا لاسيما فى الأزمنة والأمكنة التى نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة فان هذه المسائل تكثر فيها وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة فانه اذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم فأقوام قد ينظرون الى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وان تضمن سيئات عظيمة وأقوام قد ينظرون الى السيئات فيرجحون الجانب لآخر وان ترك حسنات عظيمة والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين قد لا يتبين لهم أولأكثرهم مقدار المنفعة والمضرة أو يتبين لهم فلا يجدون من يعنيهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الأهواء قارنت الآراء ولهذا جاء فى الحديث إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات فينبغي للعالم أن يتدبر أنواع هذه المسائل وقد يكون الواجب في بعضها كما بينته فيما تقدم العفو عند الأمر والنهي في بعض الأشياء لا التحليل والاسقاط مثل أن يكون في أمره بطاعة فعلا لمعصية أكبرمنها فيترك الأمر بها دفعا لوقوع تلك المعصية مثل أن ترفع مذنبا الى ذي سلطان ظالم فيعتدى عليه في العقوبة ما يكون أعظم ضررا من ذنبه ومثل أن يكون في نهيه عن بعض المنكرات تركا لمعروف هو أعظم منفعة من ترك المنكرات فيسكت عن النهي خوفا أن يستلزم ترك ما أمر الله به ورسوله مما هو عنده أعظم من مجرد ترك ذلك المنكر العالم تارة يأمر وتارة ينهي وتارة يبيح وتارة يسكت عن الأمر أو النهي أو الاباحة كالأمر بالصلاح الخالص أو الراجح أو النهي عن الفساد الخالص أو الراجح وعند التعارض يرجح الراجح كما تقدم بحسب الامكان فأما اذا كان المأمور والمنهي لا يتقيد بالممكن إما لجهله واما لظلمه ولا يمكن ازالة جهله وظلمه فربما كان الأصلح الكف والامساك عن أمره ونهيه كما قيل ان من المسائل مسائل جوابها السكوت كما سكت الشارع في أول الأمر عن الأمر بأشياء والنهي عن أشياء حتى علا الاسلام وظهر فالعالم في البيان والبلاغ كذلك قد يؤخر البيان والبلاغ لأشياء الى وقت التمكنوقال فى موضع أخر من الفتاوى:كما فعل النجاشى وغيره ولم تمكنه الهجرة الى دار الاسلام ولا التزام جميع شرائع الاسلام لكونه ممنوعا من الهجرة وممنوعا من إظهار دينه وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الاسلام فهذا مؤمن من أهل الجنة كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون وكما كانت امرأة فرعون بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر فإنهم كانوا كفارا ولم يمكنه ان يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الاسلام فإنه دعاهم الى التوحيد والايمان فلم يجيبوه قال تعالى عن مؤمن آل فرعون ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا وكذلك النجاشى هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه فى الدخول فى الاسلام بل إنما دخل معه نفر منهم ولهذا لما مات لم يكن هناك أحد يصلى عليه فصلى عليه النبى بالمدينة خرج بالمسلمين الى المصلى فصفهم صفوفا وصلى عليه وأخبرهم بموته يوم مات وقال إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات وكثير من شرائع الاسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت بل قد روى أنه لم يصل الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدى الزكاة الشرعية لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله اليه وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله اليه وهذا مثل الحكم فى الزنا للمحصن بحد الرجم وفى الديات بالعدل والتسوية فى الدماء بين الشريف والوضيع النفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك والنجاشى ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن فان قومه لا يقرونه على ذلك وكثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل وإماما وفى نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه ذلك ولا يكلف الله نفسا ألا وسعها وعمر بن عبد العزيز عودى وأوذى على بعض ما أقامه من العدل وقيل إنه سم على ذلك فالنجاشى وأمثاله سعداء فى الجنة وان كانوا لم يلتزموا من شرائع الاسلام مالايقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالأحكام التى يمكنهم الحكم بها
5-أنواع العدل والظلم:
وقد ذكرت أن القسط والظلم نوعان نوع فى حق الله تعالى كالتوحيد فانه راس العدل والشرك رأس الظلم ونوع في حق العباد إما مع حق الله كقتل النفس أو مفردا كالدين الذي ثبت برضا صاحبه ثم إن الظلم فى حق العباد نوعان نوع يحصل بغير رضا صاحبه كقتل نفسه وأخذ ماله وانتهاك عرضه ونوع يكون برضا صاحبه وهو ظلم كمعاملة الربا والميسر فان ذلك حرام لما فيه من أكل مال غيره بالباطل وأكل المال بالباطل ظلم ولو رضي به صاحبة لم يبح ولم يخرج عن أن يكون ظلما فليس كل ما طابت به نفس صاحبه يخرج عن الظلم وليس كل ما كرهه باذله يكون ظلما بل القسمة رباعية :أحدها ما نهى عنه الشارع وكرهه المظلوم الثاني ما نهي عنه الشارع وإن لم يكرهه المظلوم كالزنا والميسر والثالث ما كرهه صاحبه ولكن الشارع رخص فيه فهذا ليس بظلم والرابع ما لم يكرهه صاحبه ولا الشارع وإنما نهى الشارع عن ما يرضى به صاحبه إذا كان ظلما لأن الانسان جاهل بمصلحته فقد يرضى مالا يعرف أن عليه فيه ضررا ويكون عليه فيه ضرر غير مستحق ولهذا إذا إنكشف له حقيقة الحال لم يرض ولهذا قال طاووس ما اجتمع رجلان على غير ذات الله إلا تفرقا عن تقال فالزانى بامرأة أو غلام إن كان استكرهها فهذا ظلم وفاحشة وان كانت طاوعته فهذا فاحشة وفيه ظلم أيضا لللاخر لأنه بموافقته أعان الآخر على مضرة نفسه لا سيما إن كان أحدهما هو الذي دعا الآخر الى الفاحشة فانه قد سعى فى ظلمه واضراره بل لو أمره بالمعصية التى لا حظ له فيها لكان ظالما له ولهذا يحمل من أوزار الذي يضله بغير علم فكيف إذا سعى فى أن ينال غرضه منه مع إضراره
6-العدل لكل أحد(قال رحمه الله فى كتاب الرد على المنطقيين)
ولهذا جاءت أفضل الشرائع والمناهج بتحقيق هذا كله وتكلميه فأوجب الله العدل لكل أحد على كل أحد في كل حال كما قال تعالى( يأيها الذين أمنوا كونوا قومين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن فقيرا أو غنيا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا) و قال تعالى (يأيها الذين امنوا كونوا قومين لله شهدآء بالقسط ولا يجر منكم شنان قوم) أي يحملنكم بغض قوم كعدوكم الكفار على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى وقال تعالى لقد أرسلنا رسلنا بالبينت وأنزلنا معهم الكتب والميزان ليقوم الناس بالقسط وقال تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الامنت الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل النساء وقال تعالى إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتآئى ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون النحل ومثل هذا كثير وكذلك تحريم الظلم بمجموع أنواعه كثير في النصوص الالهية حتى في الحديث الالهى حديث ابي ذر الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي ص - فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال يا عبادي إنى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ولا أبالي فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرى فتضروني ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى يا عبادي لو ان أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكى شيئا يا عبادي لو ان أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكى شيئا يا عبادي لو أن اولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكى إلا كما ينقص البحر إذا غمس فيه المخيط يا عبادي إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم اوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه 00
7-وفى النهاية أقول لقد أكد شيخ الاسلام ابن تيمية ان البغى من أعظم اسباب الاختلاف
فقال:وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علمائها وعبادها وأمرائها ورؤسائها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل، كما بغت الجهمية على المُسْتَنَّة في محنة الصفات والقرآن محنة أحمد وغيره، وكما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة، وكما بغت الناصبة على عليٍّ وأهل بيته، وكما قد تبغي المشبِّهة على المنزِّهة، وكما قد يبغي بعض المستنة إما على بعضهم، وإما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به وهو الإسراف المذكور في قولهم: [آل(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا) عمران: 147]».لذلك فلنجعل أخوتى من العدل طريقاً نلتزمه دوما ولا نرضى بغيره بديلاً وأبشركم ونفسى حينها بأنه ما أسعدنابالجماعة والاتفاق 00والا فما أتعسنا فعلا بما نحن فيه من النزاع والشقاق00والحمد لله أولاً وأخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم