السبت، 21 يونيو 2008

(قصة) مواطن مصري

مع بزوغ شمس يوم جديد
و في إحدى الحارات
التي تملأ عاصمة الكنانة
يخرج مطحونا ذاك الجسد النحيف
موشكا على السقوط
ليبدأ رحلة المتاعب والهوان
..
يستفتحها بمعركة الخبز
المدعوم المعدوم
في محاولة للحصول على المعلوم
خمسة أرغفة
يدركها هذا الملكوم المكلوم
حين يصل إلى نافذة الفرن المتهالك
في نهاية صف متشابك
رواده بين ناج من القتال وهالك..
بعدها يعود مسرعا مزكوما
برائحة مجاري الحارة
التي استعصى علاجها على كل وزارة
حتى أصبحت عليها علامة وأمارة
ليفطر المسكين مع أولاده
لقمة في فيه
وأخريات لأكباده
ويعاود النزول
سعيا إلى العمل
ويائسا يحاول في موعده الوصول
لكن لا أمل
فالطريق قد ملأه البشر
وسدته الشاهقات من السيارات
وزحمته الباصات والفاره من العربات
أما رجل المرور فهو عن كل ذلك مشغول
في تعقب الكادحين
لجني محصول اليوم من السائقين
وأخيرا يصل المسكين
ليجد رئيسه قد كلفه جل المهمات وأحال عليه
عوالي الملفات..
ولأنه تأخر يبلع لسانه
ويبدأ في تنفيذ المهام
وعينه ترقب المدير وهو ينام
ولسانه يحتسب على من
أحال عليه عمله وهو الآن وسنان
ثم يعود للنزول..
ويمر بما مر به في الصباح
ليصل منزله بعد مداومةعلى الركوب وإلحاح
وقد أتى ظلام الليل ولاح
ثم يجلس مع أولاده قليلا
وبعد أن يصلي العشاء في جماعة
يغلب النوم عينيه فينام
ولكن إلى ثلث الليل الأخير
عندئذ يقوم ليغسل قلبه من الهموم والأكدار
ويَصُفَ أقدامه قانتا لمولاه الغفار

ثم يتبع ذلك بالاستغفار
ليجد حلاوة تنسيه كل تعب
ولذة لو علمها الملوك لجالدوه عليها
حينها يقول
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
ويصلى الوتر ويتلو فيه دعاءه بخشوع :
اللهم اهدنا فيمن هديت
وعافنا فيمن عافيت
وتولنا فيمن توليت
وبارك لنا فيما أعطيت
وقنا واصرف عنا برحمتك شر ما قضيت
فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك
إنه لا يذل من واليت
ولا يعزمن عاديت تباركت ربنا وتعاليت
لك الحمد على ما قضيت،
ولك الشكر على ما أعطيت،
نستغفرك اللهم من جميع الذنوب ونتوب إليك

ليست هناك تعليقات: